دول سكندنافيا

انت والنرويج / تسمى الدول الإسكندنافية تاريخيا سكانديا، وموقعها هو شمال قارة أوروبا، وهي شبه جزيرة تتكون من ممالك: الدنمارك، والنرويج، والسويد.

وإلى جانب التقارب الجغرافي، تحوز هذه الدول فيما بينها تقارب تاريخي وحضاري وثقافي. تتميز كذلك الممالك الثلاث بتراث عرقي ثقافي مشترك ولغات جرمانية شمالية مفهومة بشكل متبادل. وتتميز شخصية الشعب الإسكندنافي بشكل عام بالقوة والمثابرة الموروثة، التي تدعمه في اجتياز المهام الصعبة.

ولو نظرنا لظروف الحياة عبر التاريخ؛ فقد كانت ظروف رحلة الحياة لسكان المناطق الإسكندنافية شديدة القسوة، ففي الفترة من 8000 قبل الميلاد إلى 6000 قبل الميلاد. عاش السكان على الصيد وجمع الثمار وصيد الأسماك، واستخدموا أدوات حجرية بسيطة. وتوجد اليوم أماكن سكنية ومقابر تعود إلى العصر الحجري، والتي استمرت حتى حوالي 1800 قبل الميلاد. وقد تميز العصر البرونزي بمستوى عالٍ من الثقافة، كما يتضح من القطع الأثرية الموجودة في القبور. بعد عام 500 قبل الميلاد، تزايدت ندرة المصنوعات اليدوية وبدأ التخلي عنها مع دخول الحديد للاستخدام. جنح السكان للاستقرار خلال العصر الحديدي المبكر، وأصبحت الزراعة تشكل أساس الاقتصاد والمجتمع.

معنى كلمة “فايكنغ”

لم يطلق سكان دول الشمال على أنفسهم اسم “الفايكنغ”، فالحقيقة أن هذا الاسم الذي ارتبط بهم لم يظهر في كتب التاريخ حتى القرن العاشر الميلادي. ويعتقد أن أصل الكلمة جاء من كلمة “فيك” بمعنى خليج صغير في اللغة النوردية القديمة، وقد يعود الإسم في تفسير آخر إلى منطقة من النرويج تُسمى فيكين حيث يعتقد بأن أول الحملات العسكرية على أوروبا خرجت من هناك.

مجتمعات الفايكنغ

كان النظام المجتمعي للفايكينغ هو التجمع في مجموعات صغيرة، ويكون لكل تجمع سيد أو ملك يحكم هذا المجتمع الصغير. وقد ساهم سبب آخر في تشكيل هذه المجتمعات بتلك الطريقة وهو سيطرة التضاريس الجبلية الوعرة، التي فرضت العزلة إلى حد كبير على هذه المجتمعات، وجعلتها منعزلة عن بعضها برياً، وكان في النرويج وحدها على سبيل المثال نحو 30 مملكة. فكان التواصل البحري هو التواصل الأفضل والأسهل بين هذه المجتمعات.

بين الوثنية والمسيحية

لم تكن السويد قوة حربية كبرى عند الحديث عن الغزوات مقارنة بالنرويج والدنمارك. لكن شكلت عاصمة السويد السابقة أوبسالا في ذلك الوقت مركز ثقل ديني للفايكنج الوثنيين الذين كانوا يحجون إليها من الدول الثلاث، وقدموا الذبائح في هيكلها. كان لديهم عشرات الآلهة ذكوراً وإناثاً، أشهرهم:

1- ثور (في الإسكندنافية القديمة، Þórr): الذي ارتبط بالرعد والبرق والعواصف وحماية الإنسان والخصوبة.
2- بالإضافة إلى الإله الرئيسي أودين (Odin). في الإسكندنافية القديمة، Óðinn): الذي كان لديه العديد من التخصصات، إله الحكمة والحرب والموت والصيد.

في المقابل كانت أقوام السويد من الفايكينغ على اتصال مباشر مع الديانة المسيحية في وقت مبكر، بسبب رحلاتهم التجارية التي سبقت غزواتهم العسكرية وواكبتها. وقد بدأت الإمبراطورية الرومانية أول حملاتها التبشيرية لإدخال الديانة المسيحية إلى السويد سنة 829م، واستمرت بعدها الحملات التبشيرية في السويد لعدة سنوات رغم الاضطهاد الذي تعرضوا له على أيدي الوثنيين.

بداية العصر الجديد

كان تحول الدول الثلاث إلى المسيحية واعتبارها الدين الرسمي أحد الأسباب الرئيسية لنهاية عصر الفايكنج، حيث أدانت الكنيسة غزوات الفايكنج المتكررة التي كان ضحيتها مسيحيون آخرون، مما دفع الفايكنج إلى وقف غزواتهم الدموية لأسباب دينية.

الطبيعة والدول الإسكندنافية

تتميز طبيعة دول إسكندنافيا بمزيج فريد من العناصر الخلابة وترتسم بطبيعتها ملامح مدهشة جذابة تمتد على طول شواطئها الرائعة، وتجذبك وتناديك مياهها الفيروزية والزرقاء، فلا تجد من نفسك رغبة إلا أن تلبي النداء. ولا تنحسر ملامح الطبيعة عند الشطئان ومياهها، بل تتوغل في طرق الغابات وثنايا الجبال، فتغطي الغابات مساحات شاسعة من الأراضي، وتضم أراضيها سلاسل من جبال مذهلات.

النرويج:

أضواء الشفق القطبي الشمالي هي أحد المشاهد العظيمة التي تعرضها الطبيعة، حيث تضاء السماء ليلاً وعلى حين غرّة بوهج عجيب من الألوان البرّاقة المتنوّعة، التي تتماوج في دوامات كأنها أنوار من سديم مجرات بعيدة إلا أنها مرئية أمامنا في السماء .

وحيث أن النرويج تقع في وسط منطقة الشفق القطبي الشمالي، فإن احتمال رؤيته هناك مؤكدة في أية ليلة تكون خالية من الغيوم بين شهري تشرين الأول−أكتوبر، وآذار−مارس، وإذا كنت ستبقى في مدينة “Tromsø” ومحيطها فيمكن أن تتكرر مشاهدتك له باستمرار.

السويد:

على عكس الأضواء الشمالية في النصف المظلم من العام، فإن شمس منتصف الليل في “Lapland” السويدية تحدث خلال أشهر الصيف المبكرة وهي أمر لا بد منه لمحبي الشمس. تظهر شمس منتصف الليل في Jokkmokk”” لمدة 32 يومًا على التوالي. وفي “Abisko” لا تغرب الشمس أبدًا لمدة 55 يوم.

الدنمارك:

على بعد أقل من ساعتين بقليل جنوب “Copenhagen”، توجد واحدة من أكبر عجائب الدنمارك وأكثرها إثارة للدهشة، وهي (Møns Klint). تتواجد بها المنحدرات الطباشيرية التي يبلغ عمرها 70 مليون عام في بحر البلطيق في جزيرة “Møn”، مما يجعل المياه صافية وجذابة بشكل جميل. إنه المكان الذي ينتقل إليه الدنماركيون ولا يغادرونه أبدًا. ليس فقط تاريخ الممالك الثلاث المتشابك جداً هو السمة الوحيدة المشتركة بينهم، بل كذلك الثقافة والتقاليد والآداب متماثلة إلى حد كبير، وكذلك الأنظمة السياسية، وأيضاً اللغة.

ويجب أن نفرق بين مصطلحي دول الشمال والدول الإسكندنافية يُستخدم مصطلح “الدول الإسكندنافية” للإشارة إلى الدنمارك والنرويج والسويد. بينما يُستخدم مصطلح “دول الشمال” بشكل لا لبس فيه للإشارة إلى النرويج والسويد والدنمارك وفنلندا وأيسلندا.

اللغات الإسكندنافية

عند دراسة علم اللغة المقارن، يقابلك مصطلح “اللغات الجرمانية الشمالية”. يشير هذا المصطلح إلى فرع من اللغات الجرمانية، وهي مجموعة فرعية من اللغات الهندية الأوروبية. تشمل اللغات الجرمانية الشمالية الدنماركية والسويدية والنرويجية والفاروية والأيسلندية. ويشير مصطلح “اللغات الإسكندنافية” حصريًا إلى اللغات الثلاث التي يفهمها المتحدثون بكل لغة بشكل متبادل (نظريًا): الدنماركية والسويدية والنرويجية.

اعتاد النرويجيون على الاختلاف، وقد ينظرون إلى اللغتين الدنماركية والسويدية فقط على أنهما لهجات بعيدة قليلاً. وذلك لأن لديهم معيارين رسميين مكتوبين، بالإضافة إلى عادة التمسك بقوة باللهجات المحلية. يواجه سكان ستوكهولم بالسويد وكوبنهاجن بالدنمارك أكبر صعوبة في فهم لغات الشمال الأخرى.

بالنسبة للأشخاص الذين يدرسون اللغات الإسكندنافية، غالبًا ما تكون اللغة النرويجية الأساسية هي اللغة الأولى التي يتم تعلمها. وذلك لأن اللغة النرويجية تشبه إلى حد كبير اللغة الدنماركية المكتوبة، كما أنها تشبه إلى حد كبير اللغة السويدية الشفهية. وبالتالي يمكنهم بسهولة توسيع معرفتهم بشكل أكبر. اللغات الإسكندنافية، باعتبارها عائلة لغوية، لا علاقة لها تمامًا باللغات الفنلندية والإستونية.

ثقافة الدول الاسكندنافية

بقدر ما يمكن تعميم الهوية الثقافية للدول المنفصلة، يمكن أن تتميز الدول الاسكندنافية بتاريخها المتشابك وحدودها المتغيرة بمجتمعات منفتحة على الداخل ومؤثرة على الخارج وتحافظ على التقاليد قريبة بينما تقبل الأشخاص والأفكار الجديدة.
يعتز الإسكندنافيون بالحريات الفردية ويضعون قيمة عالية للخصوصية وحسن التقدير والتسامح. هم يلعبون أدوارًا نشطة في القوات الدفاعية وقوات حفظ السلام كأعضاء في حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة.

المصادر:

– Britannica.com.
– Scandinavian Heritage Association.
– sweden Sverige…sweden.se.
– namforsen.com.
– visitnorway.com.
– visitdenmark.com.
– scandinaviastandard.com.
– newworldencyclopedia.org.