اتفاقية شنغن

اتفاقية شنغن – رمز الوحدة الأوروبية

ما هي اتفاقية شنغن؟

معاهدة وقعتها خمس دول أوروبية، هي: ألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا ولكسمبورغ، في 14 حزيران−يونيو 1985م، وانضمت إليها لاحقا دول أوروبية أخرى. تسمح المعاهدة التاريخية بحرية السفر والتنقل داخل وعبر الدول الأعضاء فيها، وقد تطورت على مدى الأعوام، واتسع نطاق شمولها للدول المنضمة إليها، تطورت كذلك سياسات وقواعد العمل بها. وقد ترتب على هذه الاتفاقية ظهور منطقة شنغن والتي تشكّلت من 27 دولة أوروبية اتفقت على إلغاء الرقابة على الحدود الداخلية فيما بينها أمام المسافرين الذين يعبرون بين حدود تلك الدول التي تتشارك معًا في سياسة تأشيرات موحدة.

أهداف اتفاقية شنجن

تهدف اتفاقية شنغن إلى تخفيف قيود السفر على الأوروبيين الذين يسعون للعيش والعمل والترحال في جميع أنحاء القارة. من خلال إلغاء الرقابة الحدودية والذي من شأنه أن يتيح للأوروبيين التحرك بحرية وبدون قيود بين الدول داخل منطقة شنغن.
مما يؤدي إلي زيادة حجم الأعمال والتجارة داخل الدول الأعضاء وفيما بينها مع تحسين مستوى المعيشة للملايين من المواطنين. كذلك تعد منطقة شنغن أكبر منطقة سفر حر في العالم وأحد الإنجازات الرئيسية للاتحاد الأوروبي.

الآثار المترتبة على الاتفاقية

أصبح من الممكن لأي مواطن من الاتحاد الأوروبي مع جواز سفر صالح أو بطاقة هوية البقاء في دولة أخرى كسائح لمدة أقصاها ثلاثة أشهر. بالإضافة إلى ذلك، لديه الحق في العيش في دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي للعمل والتمتع بنفس المعاملة التي يتمتع بها مواطنو تلك الدولة.

كذلك يستفيد أصحاب الأعمال بشكل كبير من الاتفاقية، ما يسهل عليهم إنشاء وتوسيع أعمالهم في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. كما يحق للطلاب الدراسة في أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي، ويتيح لهم الوصول إلى مجموعة واسعة من المؤسسات التعليمية وفرص الدراسة. إن إغلاق الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي سيترتب عليه تكاليف باهظة ويعرقل تنقل 1,7 مليون شخص عبر الحدود. لذلك ، فإن الحفاظ على الحدود الداخلية المفتوحة أمر مهم للغاية لدعم الحياة اليومية والتعاون الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي.

تاريخ اتفاقية شنغن

تم تسمية منطقة شنغن على اسم قرية شنغن في لوكسمبورغ ، حيث تم توقيع الاتفاقية من قبل خمس من الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية الأوروبية (EEC) آنذاك: بلجيكا وألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ وهولندا.
هدفت الاتفاقية ، التي دخلت حيز التنفيذ في 26 آذار−مارس 1995م، إلى إلغاء الحدود الداخلية بين الدول الموقعة وخلق سياسة حدودية خارجية مشتركة. وهذا من شأنه أن يعزز حرية حركة الأشخاص والبضائع ويساهم في النمو الاقتصادي والتكامل.

ومنذ إنشائها، توسعت منطقة شنغن بشكل مطرد مع دخول أعضاء جدد، وقد تم دمج اتفاقية شنغن في قانون الاتحاد الأوروبي بموجب معاهدة أمستردام 1997م.
ونما عدد الدول المشاركة بشكل مطرد، وتضم المنطقة اليوم 27 دولة، بما في ذلك بعض الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل النرويج وأيسلندا وسويسرا وليختنشتاين.

اتفاقية شنغن اليوم
في الوقت الحالي يعيش أكثر من 400 مليون مواطن في منطقة شنغن، والتي تغطي مساحة أكثر من 4 مليون كيلومتر مربع.
هناك أربع دول من خارج الاتحاد الأوروبي تشكل جزءًا من منطقة شنغن وهي: آيسلندا وليختنشتاين والنرويج وسويسرا. مما يجعلها أكبر منطقة لحرية الحركة في العالم.

كيف تعمل اتفاقية شنغن؟
تلغي اتفاقية شنغن الرقابة على الحدود الداخلية داخل منطقة شنغن وعبرها، مما يعني في معظم الحالات أنه بمجرد حصولك على إمكانية الدخول بشكل قانوني إلى إحدى دول شنغن، سوف يمكنك بالتالي الانتقال عبر دول المنطقة بأكملها (أي كافة الدول السبع والعشرين الأعضاء في منطقة شنغن). غير أنه بسبب عدم وجود رقابة داخلية على الحدود، فهناك قيود مفروضة تحد من إمكانية الوصول إلى منطقة شنغن. من الناحية العملية فإن هذا يعني ما يلي:
• إذا كنت مواطنًا في إحدى دول شنغن، فأنت لست بحاجة إلى تأشيرة لدخول أي دولة أخرى من دول شنغن.
• إذا كنت مواطنًا في إحدى الدول التي يلزم على مواطنيها الحصول على تأشيرة شنغن، فسوف تحتاج إلى تقديم طلب للحصول على تأشيرة من أجل دخول منطقة شنغن.
• إذا كنت مواطنًا من إحدى الدول التي يمكن لمواطنيها السفر إلى منطقة شنغن دون الحاجة إلى تأشيرة، فلن تحتاج إلى تأشيرة لدخول منطقة شنغن.

تنقيحات جديدة باتفاقية شنغن، مزيد من مراقبة الحدود
اتفق المفاوضون من البرلمان الأوروبي ومجلس دول الأعضاء على إصلاح اتفاقية “شنغن”، وإدخال تعديلات تتعلق بفرض وتوسيع الضوابط على الحدود الداخلية والخارجية لهذه المنطقة، حسبما أعلن المجلس 6 شباط/فبراير 2024م،في بيان صحفي.
ويهدف الإصلاح إلى تشديد المراقبة على الحدود عبر منح سلطات الدول الأعضاء شروطاً مخففة تتيح لهم فرض رقابة على حدودهم، ضمن المنطقة التي من المفترض أن تكون فيها حرية التنقل متاحة لجميع المسافرين. ولا يزال يتعين الحصول على موافقة رسمية من قبل البرلمان الأوروبي والمجلس قبل تبني التعديلات الجديدة رسميا.
داخل منطقة شنغن، التي تضم 27 دولة، بما في ذلك 23 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى أيسلندا وليختنشتاين والنرويج وسويسرا، يمكن للأشخاص التنقل بحرية دون الخضوع للضوابط. ولكن منذ عام 2015، وبسبب ضغوط الهجرة أو التهديد الإرهابي أو جائحة كورونا، أعادت العديد من البلدان فرض قيود على الحركة وأجرت عمليات تحقق من هوية الأفراد على حدودها.
اتفاقية “شنغن” تسمح للدول بفرض رقابة على حدودها ولكن لفترة مؤقتة وضمن شروط معينة، إلا أنه مع الإصلاح الجديد بات من الممكن فرض تلك الضوابط لوقت أطول.

انضمام بلغاريا ورومانيا جزئياً إلى منطقة شنغن
وفي آذار−مارس 2024م، أعلن الاتحاد الأوروبي، الأحد، إدراج بلغاريا ورومانيا في منطقة شنغن التي تتيح إمكانية التنقل بين بلدانها دون تأشيرات سفر.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية “”Ursula von der Leyen، في منشور عبر منصة إكس، إن بلغاريا ورومانيا انضمتا إلى منطقة شنغن.
وأشارت “”Ursula von der Leyen إلى إلغاء الرقابة على الحدود (الجوية والبحرية) مع الدولتين اعتبارًا من اليوم.
وذكرت أن هذه الخطوة ستعود بالفائدة على الملايين من مواطني الاتحاد في جميع أنحاء أوروبا ويجعل منطقة شنغن أقوى.
جدير بالذكر أنه قد انتظرت الدولتان سنوات للدخول إلى “شنغن”، وكانتا قد استوفتا المعايير الضرورية للدخول إلى فضاء “شنغن” منذ عدة سنوات.

التأشيرات
تأشيرة شنغن هي تصريح دخول لزيارة قصيرة ومؤقتة تصل إلى 90 يومًا في أي فترة مدتها 180 يومًا. يمكن الحصول على تأشيرة شنغن على شكل تأشيرة دخول لمرة واحدة، تسمح لحاملها بالدخول إلى منطقة شنغن مرة واحدة، أو تأشيرة دخول متعددة ، والتي تمنح لعدة زيارات إلى منطقة شنغن طالما أنها صالحة.

من يصدر تأشيرة شنغن؟ أين يتم التقديم عليها؟
يمكن إصدار تأشيرات شنغن من قبل أي دولة عضو في منطقة شنغن. يجب على المسافرين التقدم بطلب إلى سفارة أو قنصلية الدولة التي ينوون زيارتها.
في حالة قيام المسافرين بزيارة دول متعددة في منطقة شنغن، يجب على المسافرين التقدم بطلب إلى سفارة أو قنصلية مقصدهم الرئيسي.
يجب على المسافرين المتقدمين للحصول على تأشيرة شنغن لأول مرة تقديم طلب شخصيا ويخضعون لمقابلة من قبل المسؤولين القنصليين.
تسمح اتفاقية شنغن وقانون حدود شنغن للدول الأعضاء بمطالبة مواطني الدول الثالثة بالإبلاغ عن وجودهم إلى مركز الشرطة في غضون 3 أيام عمل من عبور الحدود الداخلية.

متى يتم التقديم؟
يجب تقديم الطلب إلى القنصلية قبل 15 يوماً على الأقل من الرحلة المقصودة، لا يجوز تقديم طلبات تأشيرة شنغن قبل أكثر من ستة أشهر من التاريخ المقترح للدخول إلى منطقة شنغن.
وقد يتعين عليك حجز موعد قبل تقديم الطلب.

ما هي المستندات المطلوبة للتقديم؟
– جواز سفر ساري المفعول. يجب أن يكون تاريخ انتهاء جواز السفر بعد 3 أشهر على الأقل من تاريخ مغادرتك منطقة الشنغن.
في حالة تأشيرة الدخول المتعدد، يجب أن يكون تاريخ انتهاء جواز السفر بعد 3 أشهر على الأقل من مغادرتك آخر دولة قمت بزيارتها.
– استمارة طلب التأشيرة.
– صورة مطابقة لمعايير منظمة الطيران المدني الدولي.
– التأمين الطبي الذي يغطي حالات الطوارئ الطبية والاستشفاء والعودة إلى الوطن (بما في ذلك في حالة الوفاة).
– المستندات الداعمة المتعلقة بالغرض من إقامتك، وإثبات الإمكانيات المالية أثناء إقامتك، وإقامتك، ورغبتك في العودة إلى وطنك بعد إقامتك.
– سيتم جمع بصمات أصابعك عند تقديم طلبك (توجد استثناءات لفئات محددة من المتقدمين).
– يمكن كذلك طلب وثائق إضافية من قبل القنصليات.

كم تبلغ تكلفة التأشيرة؟
– 80 يورو للبالغين.
– 40 يورو للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا.
– 35 يورو للمتقدمين من أرمينيا وأذربيجان وبيلاروسيا.
– 60 يورو للمتقدمين من كابو فيردي.
قد يتم تطبيق رسوم إضافية إذا ذهبت من خلال مراكز خدمة التأشيرات ، والتي تجمع الطلبات نيابة عن القنصليات في بعض الحالات.

فوائد منطقة شنغن للأعمال التجارية في أوروبا
تسمح منطقة شنغن لمواطني الاتحاد الأوروبي والمقيمين فيه بالعيش والعمل والسفر في دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي دون المرور عبر الضوابط على الحدود الداخلية.
يقيم ما يقرب من 1.7 مليون شخص في إحدى دول شنغن بينما يعملون في دولة أخرى، وكل يوم يعبر حوالي 3.5 مليون شخص الحدود الداخلية.
يقوم الأوروبيون بما يقدر بنحو 1.25 مليار رحلة داخل منطقة شنغن كل عام، مما يفيد أيضًا قطاع السياحة بشكل كبير.
تجلب منطقة شنغن فوائد اقتصادية كبيرة للدول المشاركة فيها. منذ تأسيسها، زادت التجارة البينية الأوروبية بمرور الوقت، مما سهل نمو الشركات الأوروبية.

المصادر:
– schengenvisas.com.
– موقع إذاعة صوت ألمانيا DW.
– BBC NEWS.
– EuroNews.
– france-visas.gouv.fr.
– موقع السفارة الألمانية بالقاهرة.
– الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي.
– britannica.com.
– SkyNews.

183
هل من المهم وجود ترجمة للقوانين النرويجية بالعربية؟

تصويتك مهم...

تابعنا

آخر الأخبار

scroll to top